في عام 1429 هـ وبعد عيد الفطر بالتحديد ذهبت مع أسرتي لقضاء إجازة رائعة في المنطقة
الشرقية وبالتحديد في مدينة الخبر .
وصلنا للخبر تقريباً قبل غروب الشمس بساعة ونصف وأسرتي فضلت الاستراحة في الفندق بينما أنا فضلت
استغلال الوقت والذهاب إلى البحر .
تنبيه : هذه الخاطرة طويلة نوعاً ما :
بداية الخاطرة :
ها قد أتيت يا بحر وكلي شوقاً لك ولم أرى وفاء أفضل منك .
يا بحر هل اشتقت إلي كثر ما اشتقت إليك , وحتى لو نسيتني فلن أنساك لأنك كاتم أسراري .
يا صالح فالشوق أحرقني وبمائي أطفئه فلم أشتاق لأي شخصاً أكثر من اشتياقك .
يا صالح أتذكر آخر مرة زرتني فيها وكم كنت أمامك غريباً بعض الشيء متخوفاً منك
لأنني لا أعلم عنك شيئاُ ومن تكون أنت .
نعم يا بحر أنني أتذكر زيارتيلك في عام 1427 هـ وكانت سعادتي لا توصف برؤيتك وحزنت
بغربتك لدي .
وقلت في نفسي لماذا البحر يبتسم للأخريين ولا يبتسم لي ؟ .
يا صالح لا تلومني فلقد رأيت تغير الناس بقدر ما تمنيت أن ينهيني خالقي من الأرض ويجفني
جفافاً لا أرجع بعده , وبذلك الوقت سألتك ماذا تريد ؟
فكان جوابي يا بحر أريد منك الوفاء وحفظ الأسرار وعدم الإفشاء .
فجرحتني بردك أرحل فأنك تقول كما يقول الناس وأكثرتم فيني الأدناس .
يا صالح وهل إلى الآن مستاء ؟.
وكيف أكون مستاء يا بحر وعند مغادرتك ابتسمت لك .
يا بحر دعنا من حديث الماضي ولنتكلم للحاضر والمستقبل ,
يا بحر في حياتي أجد نفسي يوماً مبتسماً ويوماً عادياً ويوماُ سعيداً ويوماً حزيناً
رأيت في الناس العجاب هذا الغني بالمال أجده فقيراً بالأخلاق . وهذا الفقير بالمال أجده متذمراً من الأحوال
وميزته عدم شكر الرب على الحال .
يا بحر رأيت في الناس العجاب هذا الغني يسد حاجة المسكين ويعطف على اليتيم وفقره بالكبر وبالكرم اللئيم .
وهذا الفقير غناه بشكر رب العالمين دوماً على اللسان ومستسلما للحال بنظرة فات الأوان .
يا بحر سأتعب من شدة ما رأيت من عجاب الناس وسأكتفي بهذا لأن قلبي بدأ يؤلمني من ذكر طبائع الأجناس .
يا صالح حان وقت الغروب وأعلم متى وقت رحيلك ومتى موعد لقاك ؟ .
يا بحر الغروب لم يسمح لي بقول الإسرار وأنت لست من أول عالم بالإسرار .
فبدأ موج البحر يهيج بقوة , فعند ذلك طأطأت رأسي وقلت ( يا بحر صبراً عند لقاء آخر فعندها ستعذرني )
فرد البحر هل من عشيقة تعشقها ؟ .
فقال المؤذن الله أكبر
مع السلامة يا بحر .
نهاية الخاطرة الأولى :
مرت الأيام جميلة في قضاء أجمل الأوقات مع أسرتي فكانت مليئة بالمواقف والطرائف إلى أن أتى يوم الجمعة
فالكل يحزم حقيبته بينما كنت أحزم حقيبتي ببطء لعشقي لمنطقة الشرقية ومحبتي لأهالي المنطقة
الشرقية .
كانت الخطة بعد صلاة الجمعة نرجع لمدينة الرياض فطلبت من أهلي بأن نسافر بعد صلاة العصر وبعد صلاة
الجمعة نذهب للبحر فربي سبحانه وتعالى رحمني وألهم أسرتي بالموافقة والرضا على طلبي .
بعد صلاة الجمعة ذهبت للبحر وابتعدت عن مكان أسرتي قليلا .
بداية الخاطرة الثانية :
يا بحر اليوم آخر يوماً وسأرجع لمدينتي مغادرك بالحزن وبالقلب لك وفاءً .
فكان البحر ساكتا وهادئاً ولم يجيبني كعادته .
يا بحر لماذا أنت حزين هل لأنك لم تعد أول من أبوح له بأسراري ؟ .
فكان رده بنبرة الحزن نعم .
يا بحر سأكتب على الرمل أسم فتاة أحفظها عندك سأكتب أسمها في وسط قلباً سأرسمه .
لقد عشقت هذه الفتاة وأحبها أكثر من عشقي لك يا بحر ومتأكداً بأنك لن تلومني على كلامي لأنك تعرف معنى
العشق وأوتاره وإلحانه وغنائه .
يا صالح هل تعشقها عشقاً أبدياً وفياً أم قولك كقول متقلباً كل يوماً جديدً
كثير من عشق ولكن لم يعرف معانيها وأوتارها وألحانها وغنائها فكانت الضحية القلب يزداد جرحاً .
يا بحر سأظل أعشقها حتى يأتي أجلي
يا بحر ستجد خاطرة سأكتبها لك بجانب أسمها على اليمين وعلى اليسار .
بعد ما أكتب هذه الخاطرة أستأذن من خالقي وخالقك بأن يهيج من موجك نحوها ثم أحفظها حتى نهاية الدنيا
وقبلها نهايتك .
أحبك وأغليك يا (....) ومهما كان الظروف ما أخليك .
نهاية الخاطرة الثانية
قلم : نبض الحياة
الساعة : 11.30
التاريخ : 8/2/2010 م